يُعتبر النادي الاسماعيلي هو أول نادِ مصر ظهر وانشئ بمنطقة القنال وسط أندية عديدة تابعة للجاليات الأجنبية الموجودة بالمحافظة، فكانت الصرخة الأولى من أجل تمصير الأندية وكرة القدم بمصر.
وسط العدوان الإسرائيلي على شبه جزيرة سيناء، و تواصل القصف على مدن القناة، اتخذت الحكومة المصرية قرارا بتهجير أهل مدن الإسماعيلية والسويس و بورسعيد إلى القاهرة.
وقد عانى النادي الإسماعيلي من أثار النكسة كثيرًا، سواء بقيام الحرب عام 1967، توقف نشاط الكرة بمصر، و هو ما أضر بالإسماعيلي الحاصل على درع الدوري لموسم 1966- 1967 بعد ملحمة مثيرة في الدور الثاني بالفوز على الأهلي بالإسماعيلية بهدف من ضربة جزاء عن طريق علي أبو جريشة الذي فاز أيضا بلقب هداف الدوري المصري برصيد خمسة عشر هدفا فأصبح أصغر لاعب سنًا يفوز بهذا اللقب.
وبعد النكسة لم يقف الاسماعيلي مكتوف الأيدي، حيث شرع في البناء و التمنية لمصر و قررت بالفعل ادارة النادي الاسماعيلي مع القيادة السياسية بالدولة اقامة جولة خارجية للنادي الاسماعيلي يلعب خلالها في عشرة دول عربية علي ثلاث مراحل و يخصص ايراد تلك الجولة لصالح المجهود الحربي .
وأقام الفريق معسكرًا بالقاهرة لمدة شهر قبل السفر بحيث يمكن تجميع اللاعبين و كذلك استدعاء مدرب الفريق الكابتن طومسون و عرض نادي الزمالك وقتها ان يتشرف باستضافة معسكر ابناء الاسماعيلية بلا مقابل ، و سافر ابناء المدينة الصامدة في جولة تمت علي ثلاث مراحل المرحلة الاولي الكويت و قطر و البحرين و العراق و لبنان و المرحلة الثانية ليبيا و الجزائر و تونس و المغرب و المرحلة الثالثة السودان و السعودية .
وقدم نجوم الدراويش اروع العروض واحلاها ما بين الفترة نوفمبر 1967 حتي مارس 1968 و جمعوا خلالها 65 الف جنيه استرليني و من خلال حفل اقامه الاتحاد العربي لكرة القدم كانت كلمات السيد محمد صفي الدين ابوالعز و السيد سعد زايد محافظ القاهرة عنوانا و تاجا لتتويج صمود و كفاح ابناء الاسماعيلي في مواجهة و ازالة اثار العدوان علي الدولة .
لم يتوقف عطاء النادي الاسماعيلي لمصر فقد قام بجولة ثانية في الشارقة و دبي و قطر و ابو ظبي والبحرين في يناير 1969 حتي مارس و تم اهداء كل ايرادات الجولة الثانية لصالح المجهود الحربي و ما يطلق عليه اعادة تسليح الجيش المصري.
و في يوليو 1970 انتقل الاسماعيلي للاقامة بمعسكر مؤقت بمركز شباب الجزيرة لتستمر رحلة العطاء الصامت النبيل لابناء النادي العظيم و هو في تلك الحالة يسافر الي تونس للمشاركة في دورة الصداقة الدولية و يفوز بها بعد الفوز علي الترجي الرهيب وقتها في عقر داره ويتبرع بمردود الدورة لصالح المجهود الحربي ثم يسافر في 30 ابريل 1971 الي المانيا ليخوض خمسة مباريات ودية مقابل 1500 مارك الماني يتبرع بكل الايراد لصالح المجهود الحربي .
كما سافر الفريق في 20 يوليو 1971 الي السعودية ليخوض ايضا لقاءات قوية مع منتخب مناطق المملكة و يستقبل الفريق المغفور له الملك فيصل – ولاول مرة يستقبل فريق كروي لمدة 45 دقيقة كان كل الحديث عن مشكلة الشرق الاوسط و الاطماع الصهيونية و كيفية نهوض العرب من كبوتهم .
ثم يعود الدراويش الي السعودية في يوليو 1972 لزيادة التقارب مع الشعوب العربية ضمن منظومة المد الوطني القومي الاقليمي الذي كانت تحتاجه الامة في تلك الايام العصيبة .
وقد قامت رئاسة الجمهورية بمنح وسام الاستحقاق من الدرجة الاولي من الرئيس جمال عبدالناصر وقام ايضاً الإتحاد العربي بمنح درع العمل الوطني ابان المجهود الحربي و نال المهندس عثمان احمد عثمان رئيس النادي وقتها ميدالية الشرف التكارية الذهبية ليصبح النادى الاسماعيلى هو نادى الوطنية الحقيقي بالمواقف والإنجازات التى يشهد عليها التاريخ .
زر الذهاب إلى الأعلى